أخي القارئ .. المهتم بموضوع هذه المدونة /
بدأت ولله الحمد سلسلة تربوية في موقع ( ملتقى المريبن ) بعنوان ::
وأتمنى إن كنت شغوفا أن تتابعها من هناك ..
والموقع بشكل عام جميل ويعرض مواضيع هامة للمربين ..
ويستحق المتابعة .
محبك
31 مايو
مشاركة من الأخ / عبد الله .. أحد زوار المدونة
طلب نشرها ، وهي فعلا تستحق ذلك ..
http://69.89.31.146/~thrsfoor/my/dlel-ej.pdf
فشكرا لأخينا عبد الله على هذه التفاعل ..
24 يناير
أحب أن أذكر الشباب المهتم بالإصلاح وهم على فضلهم وفضل ما يسعون إليه إلا أنني أظن أنه قد فاتهم أمور قد يجدون في الحديثين التالي ذكرهم ما يبين لهم وصايا نبوية هامة جدا في هذا الموضوع .
فأما الحديث الأول: عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه سيكون عليكم أمراء وترون أثرة . قالوا يا رسول الله فما يصنع من أدرك ذاك منا ؟ قال : أدوا الحق الذي عليكم وسلوا الله الذي لكم”. مسند الإمام أحمد ، قال المحدث : شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين.
مما ألاحظه أن أفرادا من أصحاب الإصلاح السياسي يرون في مثل هذه الوصايا تخديرا للأمة وتنويما لها وإعانة للحاكم على ظلمه واستبداده .. ولكنهم في مقام آخر حين يتحدثون عن تحويل معاوية رضي الله عنه للحكم الإسلامي من الشورى إلى الملك العضوض يقولون أن هذا أول فساد دخل على الأمة لأنه نزع منها روح المسئولية وأنا معهم في الأثر السلبي لتحول الحكم إلى الملك العضوض ولكني أخالفهم النظرة إلى هذا الحديث لأنني أرى فيه مقاومة لروح السلبية التي تسري في أفراد الأمة حين يستبد بكل الأمر بعض الرجال !
فبدلا من أن تفسد أحوال الأمة كلها ، يأتي هذا الحديث مرشدا لكل رجل في الأمة ، أن اسمع وأطع .. كي لا ينفرط حبل الأمن في المجتمع !
وأدي الذي عليك وسل الله الذي لك .. كي لا يتدهور المجتمع بتخلي الأفراد عن أداء مسئولياتهم ، فيصبح الفقير والمسكين والأرملة واليتيم لا راعي لهم ، وتسود اللامبالاة والإهمال وتأجيل الأعمال وعدم رعاية المسلم لمصالح غيره فينتقل الداء إلى مستويات شعبية ويصبح الفساد أعظم .
ولذا يأتي المسلم الذي يتقي الله ربه ليقوم بوصية النبي عليه الصلاة والسلام : ( حين تجدون أثرة يا عباد الله .. أدوا الحق الذي عليكم وسلوا الله الذي لكم ) .
الحديث الثاني : قال عليه الصلاة والسلام ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
وفي هذا الحديث دلالة على أهمية الوعي والانطلاق من الرؤية الشمولية لواقع المجتمع قبل البدء في العملية الإصلاحية ..
فإن قال قائل : مهلا ً ، من أين لك بهذا الاستدلال ؟!
فالجواب : أن من لازم إتمام مكارم الأخلاق هو معرفتها ، ومعرفة أراذل الأخلاق الموجودة في المجتمع ، وهذه المعرفة ليست معرفة ذهنية فقط بل هي معرفة واقعية ، وتقويما حقيقيا للمجتمع . فهل الإخوة المتصدرين لعملية الإصلاح منطلقين من رؤية كلية لواقع المجتمع أم أن انطلاقتهم كانت لمجرد اعتقادهم بأن هذا هو الأنفع للأمة !
دعونا نتأمل لحظة في قرارتنا التي اتخذناها لندرك الفرق بين الأمرين . حين أتخذ قرارا بالأنفع فإن هذا يعني وجود مساحة كبيرة للنقاش حول موضوعات الإصلاح أساسا ، ولكن هل عقد هذا المؤتمر أم لا ؟!
لم يعقد مؤتمر ولا نقاش طويل موسع في هذه المسألة ومع ذلك خرج أناس يقولون أن الإصلاح السياسي هو الأنفع !
ما هي البدائل ؟ ما هي الخيارات ؟ لا أحد يعلم ، إذا هو أنفع إصلاح من بين إصلاحات كثيرة لم يتم تحديدها ! هنا كان إتمام مكارم الأخلاق دون معرفة الأخلاق الموجودة .
لا بأس ، دعونا نمضي في قصة الإصلاح .. لقد خرجنا بأن الأنفع للأمة هو السعي إلى الإصلاح السياسي ، وهذا يعني أننا إذا قررنا أن نصلح في مجال ما فلابد أن يكون هناك رؤية كلية للواقعة .. كما هو في الحديث : أتمم مكارم الأخلاق ! فهل توجد دراسة عن الواقع السياسي إيجابياته وسلبياته ؟! وهل يسمح بتبادل وجهات النظر ولها من أجل تقويمها ؟
كلا ، لم توجد دراسة حول الواقع السياسي ( تحدياته ، وسبله ) ومع ذلك : بدأنا في الإصلاح السياسي !
شيء لا تملك رؤية حوله كيف تقوم بإصلاحه !! كيف !!
ألا يمكن أنك إذا أردت تقويم جانب أفسدت آخر !
ألا يمكن أن يكون هذا الفساد أهون من فساد آخر !!
إن كانت قاعدة الإصلاح الأساسية هي ( معرفة الخير والشر ) ، فإن هذا لا يكفي في الإصلاح ، لأن المصلح الحقيقي يحتاج أن يدرك بقوة ( خير الخيرين وشر الشرين ) ومع ذلك كله .. بدأنا في الإصلاح السياسي دون أن نمتلك دراسة تقويمة واحدة.
21 يناير
19 يناير
من خلال مناقشتي للكتاب مع عدد من الإخوة الفضلاء ، ومن خلال ردود الأفعال السلبية التي لاحظتها أو سمعت عنها أو قرأتها أجد نفسي مضطرا للتعليق على كتاب ( ظاهرة الفكر التربوي ) للشيخ الفاضل : ذياب الغامدي حفظه الله تعالى.
لقد تمثلت ردة الفعل من الكتاب في نشأة تيارين أو تفسيرين :
فأما التيار الأول : فهو الذي زهِد في التجربة التربوية وزهّد فيها الشباب الصالح وأصحاب هذا التفسير غالبهم من طلبة العلم الذين عجزوا عن فريضة الدعوة لانشغالهم بفريضة طلب العلم واتخذوا من هذا التفسير جنة لتبرير تركهم للدعوة .
وأما التيار الثاني : فيمثله طائفة رغبت في الخروج من الأوساط التربوية بسبب اندهاشها من وجود هذه الأخطاء ومن وجود علاقة بين الفكر الغربي وبين الدعوة الإسلامية !! – كما صوّرها الشيخ. وغالبهم من الشباب الصالحين غير المشتغلين بالعلم الشرعي. فهل أحد هذين التيارين / التفسيرين هو الذي أراده الشيخ ذياب حين حدّثنا عن ( ظاهرة الفكر التربوي ) وضرورة نقدها وإصلاحها ؟!
ولكي أجيب على هذا التساؤل لابد أن أطرح نقطتين مفصليتين في فهم كتاب ( ظاهرة الفكر التربوي ) على الوجه الصحيح. هاتان النقطتان هما:
• هل الشيخ ذياب قصد من وراء كتابه إيقاف الأنشطة التربوية أم إصلاحها ؟
• هل الشيخ ذياب يقول أن البضع وثلاثين خطأ في الأوساط التربوية كلها توجد في وسط واحد ؟!
وعلى هذين السؤالين مفتاح فهم الكتاب .
فأما الأول : فإن الشيخ وإن عرّج على خطأ مصطلح المربي ، وأسباب نشأة الأوساط التربوية المتأثرة بالمدارس الغربية ثم بالمدرسة الإخوانية حتى أتت إلى هذا البلد الكريم فإنه لم يقصد قط أن هذه الأوساط شرها أكثر من خيرها وأنها لابد أن تغلق بل لقد أشاد بتلك الأيام الخوالي التي قضاها في تلك الأوساط قبل أن تزيد الأخطاء فيها إلى الحد الذي شرحه و وضحه . فلا يقولن قائل أن الشيخ يأمر بإغلاقها وهجرها وعلى من انتسب إليها أن يتوب إلى الله تعالى !
وما دام أن الأمر مجرد شرح لأسباب التقصير وبيان لموارد الأخطاء فإن الأمر قاصر على الإصلاح لا الهجر ، وعلى طلاب العلم والعلماء الذين اعتدّوا بتفسير الكتاب على غير ذلك أن يدركوا أن الدعوة إلى الله تعالى فريضة كفائية لم يقم بها من يكفِ حتى الآن ! والواجب عليهم مراعاة قدرات الشباب قبل توجيههم إلى أحد أمرين : الدعوة أو طلب العلم.
وأما الثاني فقد بيّن الشيخ بيانا كافيا و وافيا في مقدمة الفصل الأخير الذي ذكر فيها الأخطاء الرابية عدتها فوق الثلاثين أن كل وسط من هذه الأخطاء مستقل ومستكثر أو ( ناج مسلم ومخدوش ومكردس في الأخطاء ) ولذا فعلى طلاب هذه الأوساط التربوية أن يدركوا مقصود الشيخ ويدركوا كيف ينبغي أن يتعاملوا معها . فالواجب عليهم هم المقارنة بين ما ذكره الشيخ وبين حال الوسط ومن ثم ينبهوا إخوانهم القائمين عليها ويناقشونهم فيها ، فإن استجابوا فلله الحمد والمنة وقد حصل المقصود وإلا فليحذر الشاب من هذه الأخطاء في ذات نفسه ويترك لإخوانه مساحة للاختلاف.