نظرات في البرامج التربوية(3-الوعي بالوسائل التربوية)


في الحقيقة أنني بعد كتابة هذه الوسائل وجدت خاطرة توحي لي بأن هذه الوسائل عادية ، ويمكن أن يقوم أي مجموعة أفراد بها ، وقد رفضت هذه الخاطرة رفضا شديدا ، وقررت كتابة هذه النقاط التالية التي يمكن أن تبعد هذه الشبهة عن كثير من الناس .

في الواقع يا اخواني أن خمسة من التربويين يجتمعون ليقرروا برامج المركز لن يكونوا كخمسة من المبتدئين في هذا المجال ، رغم أن اقتراحات المجموعتين سوف تتشابه كثيرا … ولربما فاقت برامج المبدئين برامج التربويين ربما …

ولكن هناك فرق جوهري بين المجموعتين : فمجموعة المربين تتحرك منظومة برامج تتعاون مع بعضها البعض لتجسد الصورة النهائية لأهدافهم التربوية ، بينما تتحرك منظومة المبتدئين في صورة برامج منفصلة أكثر من كونها منظومة متكاملة .

وبعد فهذا الذي أعنيه بعنوان المقالة : قضية وعي المربين بالوسائل التربوية وأنها ( بسيطها ومركبها ) تعملان في آن واحد في غرس الأهداف التربوية ، ولكن الوعي بأثر كل برنامج له قيمته وهذه صفة قل من يمتلكها ، ولو أردنا أن نبين الفرق بتشبيه بسيط لقلنا : إن مَثَل فريق المبدئين مَثَل من يريد أن يبني بيتا فخطط البيت ، وجلب الاحتياجات ، وراح يبني فتارة يبدأ من وسط الأرض ، وتارة من طرفها ، ولعله يكتشف أنه نسي أساس البيت … وأما من يتحرك بوعي فهو لديه خطته مثل الذي قبله ، ولكن بتفصيل أكثر وأعمق ، وعندما بدأ يبني منزله بدأ بترتيب و وعي ، فهو  يعرف متى يبني هذا الجدار ، ومتى يؤجله ، متى يكون السلم ، ومتى يكون المدخل ، ومتى تكون الكهرباء …

ثم هو يدرك تفاوت أهمية هذا عن هذا ، ويدرك نوعية المتربين وما هم يحتاجون إليه ، وما هم إليه أحوج .

إن المسألة التربوية فيها كثير من التعقيدات ، ولذا فإن المربين يتفاوتون بحسب خبرتهم ، فقليل الخبرة منهم يظن أنها سهلة وبسيطة ، وأما الخبير  فيعرف حقا مدى ثقلها وشدة وطأتها .. ولذا هم يتفاوتون كثيرا في التفكير والبذل والعطاء ..

ويمكن أن نستطرد قليلا لنقول : إن منظومة الأهداف التربوية ينبغي أن تتكون من ثلاثة أمور رئيسية ( حاجة الشاب إلى البناء الإيماني والتربويمتطلبات سوق العمل أو بمعنى آخر : سلة المفاهيم والمهارات التي سوف يحتاجها في مجتمعه – مواكبة التطلعات المستقبلية والرؤى بعيدة المدى ) .

في نظري أن الاول منهما يلقى اهتماما واسعا ، وهو يستحق هذا الاهتمام ، لكن الأمرين الأخيرين لم ينالا حظهما من الاهتمام وهما يستحقان المزيد من البذل …

ولعل قائلا يقول أين البناء العلمي .. فأقول له : إن التربية هي خلاصة العلم ولا تأتي إلا به وهكذا كان تعامل السلف مع العلم ، ونصائحهم فيما بينهم ولا يتسع المقام للأدلة ، وهي مشهورة … ولم أفرده رغم أهميته للتدليل على أنهما عندي أمر واحد وهذا الذي ينبغي ، ومما لا أنساه في هذه النقطة أنه قد عرض لنا أحد الأخوة الفضلاء برنامج لقراءة الكتب التربوية وكان المتوقع كتب الشيخ الدويش ، محمد موسى الشريف ، عادل العبد العالي وغيرهم من الأفاضل .. وكان هذا  الذي عرضه فعلا ولكنه زاد بعض الكتب الغير متوقع أن تكون في ضمن هذا المجال ، لقد كانت الزيادة الغير متوقعة  هي  : إضافة كتب الأحكام مثل صفة الصلاة وصفة الوضوء .. إلى قائمة الكتب التربوية ، لقد كانت إضافة ملفته للنظر وفي محلها تماما ..

هامش

يحتاج رجال الدعوة العاملين إلى النظر في رؤى المربين الكبار والسماع منهم وإدخال ملاحظاتهم ورؤاهم إلى دائرة التطبيبق التربوي. لقد بدأت تتزايد الملاحظات التي يبديها  المربون حول الأوساط التربوية ، وكثرت الأطروحات ولكن لا تزال الحلقة مفقودة بين مشرفي الأوساط التربوية وبين أطروحات هؤلاء العلماء ..

وفي تدوينات قادمات بإذن الله تعالى سنتحدث عما يطرحه أؤلئك الكبار من أفكار و رؤى ، في محاولة لتبسيطها ، واختصارها بالإضافة إلى سبب آخر وهو : إثارة النقاش في كيفية تحويلها إلى برامج عملية.

2 تعليقان

  1. Posted by أبو عزيز on جوان 12, 2008 at 7:03 ص

    أبو عيسى ..
    على غير العادة .. المقال فيه أخطاء إملائية ..
    وبعض الجمل أحس وأنا أقرأها كأني مترجم نص إنجليزي بواسطة برنامج الوافي الذهبي..

    المقال في محلة .. مع تحفظ (من وجهت نظري) على نقطة جانب البناء العلمي .. فأرى أن تفرد لوحدها ..

    وأنا بصدد إعداد بحيث (تصغير بحث) عن أهمية جانب البناء العلمي في العملية التربوية.. أتشرف بأن تنشره في مدونتك ..

    رد

  2. Posted by بدر الإسلام on جوان 12, 2008 at 11:25 ص

    .. أبو عزيز ..
    شكرا لك ، وقد تم تعديل الأخطاء والعبارات التي تبدو مترجمة ..

    إفراد النقطة أو دمجها في أخرى يختلف بحسب المقام ، فمقامنا هنا الحديث عن التربية ودور البناء العلمي فيها ، ولذا فهو – أي البناء العلمي – ضمن ساحل التربية .

    الحديث عن دور البناء العلمي في التربية هام جدا ، ولو كان المقام مقام الجانب العلمي لأفردته وأردجت تحته التربية ,,

    وبحثك مرحب به مادام أنه ضمن موضوع المدونة .

    ولدي اقتراح : أن يكون هناك موقعا عن البحوث التي يقوم بها أي شاب ، ويريد أن يعرضها على اخوانه ، فيضع بحثه لمدة ثلاثة أشهر تقريبا أو يضع عليه التاريخ الذي يريده ، والمتابعين للموقع يبدون ما يرونه من ملاحظات ..

    يمكن أن يكون هناك ميزة الخصوصية ، بحيث لا يطلع على البحث إلا فلان وفلان ..

    ومميزات أخرى .. تقنن الموقع ليس الوقت الآن وقت الحديث عنها ..

    شكرا لك

    أبو عزيز

    رد

اترك رداً على بدر الإسلام إلغاء الرد