اقصد البحر … وخل القنوات


 

تكلمنا في مقال سابق عن إحدى القواعد التي وضعها أهل الاختصاص والخبرة لعلاج المشكلات التي نواجهها في حياتنا اليومية .. وكانت قاعدتنا تلك هي إعطاء المشكلة حجمها الطبيعي بدون تهويل وتضخيم وبدون تحقير وتصغير..

 

واليوم سنتطرق لقاعدة أخرى من هذه القواعد .. وهذه القاعدة وإن كانت تسبق أختها في التسلسل المنطقي لحل المشكلة لكنها لا تقل عنها أهمية .. رمزت في عنوان المقال إلى معنى هذه القاعدة .. فالقاعدة تنص على التركيز في التفكير لحل مشكلة ما على أساس المشكلة لا على الظواهر والتبعات التي تحدثها .. فالمشكلة كالبحر والتبعات كالقنوات ..

 

كثيراً ما نهمل مشاكلنا حتى تظهر لها تبعات سيئة .. فإذا ما ظهرت تبعاتها انتفضنا لحل هذه التبعات وتركنا المشكلة على حالها .. وحالنا كحال من يقطع أغصان شجرة ضارة ويبقي على جذعها وجذورها ..

 

مثال بسيط أختم به مقالي .. لو أن أحدهم فوجئ بابنه الصغير يتلفظ بألفاظ غير لائقة .. فلابد أن يبحث عن المصدر الذي استقى هذا الصغير منه ألفاظه .. ولا يكتفي بزجره عن قولها .. وقس على ذلك كثير من المشكلات التي تواجهنا ونهملها وقد نعتبر ظواهرها من عظائم الأمور .. 

 

عمر عبد العزيز الرشيد 

10 تعليقات

  1. Posted by أبو الحسن on أكتوبر 20, 2008 at 8:53 ص

    أول تعليييق

    و تسجيل حضور

    و إبداء إعجاب ..

    رد

  2. Posted by عبدالرحمن اليحيان on أكتوبر 20, 2008 at 3:34 م

    شكرا ياأخي على هذا المقال نفع الله به

    رد

  3. ..

    لفتة جميلة… على اختصارها 🙂

    شكراً عمر 🙂 ..

    رد

  4. Posted by ســـامي on أكتوبر 22, 2008 at 10:35 ص

    ممتاز .. لفتة مهمة لنعرف كيف نتعامل مع المشاكل .. و لعلي لو تكلمت بأشياء أخرى سأتوسع و سأخرج الموضوع عن نطاقه و لكن هناك نقطة أحب التعليق بها :
    – لا تنسى قضيتك الأساسية و تنشغل عنها بأشياء أحقر وأتفه .. و لنا في محاولة تشتيت المقاطعة عن الدنمارك و محاولة تشتيت جهود المسلمين ليقاطعوا الكثير من البلدان الأوروبية ليخففوا أثر المقاطعة على الدنمارك ثم يمل المسلمين و يتركوا المقاطعة بالكامل .. حتى خرج الشيخ النبيه الفطن عائض القرني و قال : ركزوا على الدنمارك فقط حتى تضعفوها و لا تلتفتوا لغيرها مهما حدث .. فهم يقصدون إضعاف المقاطعة بخبثهم و مكرهم !
    هذا ربما مثال على جزئية تحدثت عنها حين أشرت للبحر و القنوات ..

    ~~ شكرا ~~

    رد

  5. Posted by بدر الإسلام on أكتوبر 23, 2008 at 2:44 ص

    قطة فعلا رائعة ومهمة ، كثير من المربين يهتمون بالأعراض والمظاهر فقط ولا يسألون السؤال المهم جدا : لماذا يحدث هذا ؟

    شكرا لك يا عمر ، وصراحة هذا المقال يعد استراحة بين مقالات المدونة الطوووويلة …

    رد

  6. Posted by أبو الحارث on أكتوبر 25, 2008 at 6:59 ص

    ممممممممم..
    رائع جدا
    وعندي إضافتان:
    1- لماذا نتفاجأ بالقنوات(التبعات) عند وقوعها ولا ندرك البحر( أصل المشكلة)قبل ذلك؟ في نظري أن إهمال المتابعة والملاحظة في سلوك المتربي يؤدي إلى ذلك.
    2- في رأي أنه لابد من معالجة البحر والقنوات معا ولكن عامل الوقت هو الذي يفرق بين العلاجين، مثال المدخن لابد أن أقنعه بترك التدخين ( القنوات) حالا وأعالج أيضا سبب وقوعه فيه (البحر) من صحبة سيئة أو غيره وهذا يحتاج لوقت.
    ربما المثال لا ينطبق تماما لكن أهم شيء الفكرة (البحر)!!

    رد

  7. Posted by عمر الرشيد on أكتوبر 25, 2008 at 1:33 م

    أبو الحسن ..

    حضورك مسجل .. مشكور

    عبدالرحمن ..

    إطلالتك رائعة .. أتمنى تستمر ..

    أحمد ..

    العفو ..

    رد

  8. Posted by عمر الرشيد on أكتوبر 25, 2008 at 1:37 م

    الاخ سامي ..

    رغم ارتياحي الكبير لردودك .. وتعليقاتك ..

    لكني أحس أن مثالك رغم أهميته إلا أنه غير ما قصدت أنا ..

    أشكرك على تواصلك ..

    رد

  9. Posted by عمر الرشيد on أكتوبر 25, 2008 at 1:38 م

    عمنا ابو عيسى ..

    أتمنى أن لا تطول الاستراحة ..

    الأخ الكبير أبو الحارث ..

    إضافاتك في محلها ..

    بس حلوه .. مممممممممم

    رد

  10. Posted by ســـامي on أكتوبر 25, 2008 at 11:00 م

    أليس بحرا و قنوات .. لدنمارك سبت .. و كذلك غيرها .. لكن استطعنا في النهاية تحديد من يجب أن توجه إليه المقاطعة ؟!

    دمت مرتاحا لما أقول 🙂

    رد

اترك رداً على بدر الإسلام إلغاء الرد